اهم المقالات

الأونروا تؤكد أن محاولات القضاء عليها باءت بالفشل وتتوقع زيادة الدعم

قال الناطق الرسمي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سامي مشعشع إن المحاولات الأميركية لإنهاء الوكالة فشلت فشلا ذريعا بعد تخفيض عجزها المالي الذي خلفه وقف تمويلها من الولايات المتحدة، والنجاح في إيجاد اصطفاف دولي مساند لها سياسيا وماليا.
واضاف مشعشع -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن "تخفيض العجز انتصار للإرادة الدولية ودعمها لوكالة الغوث، وهي رسالة دولية واضحة بأن محاولات إنهاء الوكالة وتجفيف مواردها والتشكيك بدورها فشلت فشلا ذريعا، وأن الدول التي اصطفت وراء الوكالة أكدت على دورها". وشدد الناطق على أن هذا الاصطفاف سيكون داعما لتجديد تفويض الوكالة لولاية جديدة تمتد ثلاث سنوات في نوفمبر/تشرين الثاني 2019. وقال "نحن متأكدون من أننا سنحصل على دعم كبير في عام 2019 ومماثل لما حصلنا عليه عام 2018". وكان المفوض العام للأونروا بيير كرينبول أعلن في اجتماع لجنتها الاستشارية برئاسة تركيا في الأردن الأسبوع الماضي، تقليص العجز المالي الذي واجهها من 446 مليون دولار إلى 21 مليونا للعام 2018. خطة تصفية
وواجهت الوكالة الدولية أزمة مالية عاصفة مطلع 2018 بعد إعلان الولايات المتحدة تقليص دعمها السنوي للوكالة من 360 مليون دولار إلى 60 مليونا فقط، وكانت مساهمتها تغطي 40% من ميزانية الوكالة. وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت إلغاء كل دعمها لمنظمة الأونروا"، ضمن تقارير تحدثت عن خطة أميركية لـتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين. وقالت الصحيفة إن ترامب مهتم بتقليص العدد الإجمالي للاجئين الذي تعترف به الإدارة الأميركية إلى نصف مليون فقط، بعد أن شككت سفيرته في الأمم المتحدة نيكي هيلي في بيانات الأونروا عن وجود خمسة ملايين لاجئ فلسطيني داخل فلسطين وفي مخيمات الشتات.
وقال الناطق باسم الوكالة مشعشع إن المجتمع الدولي والدول المتبرعة للوكالة والدول المضيفة لم تتواطأ مع القرار الأميركي بوقف مساعداته للأونروا، بل ساهمت في التصدي لمحاولات إنهاء عملها.
كما أوضح أن الدعم الدولي السياسي والدبلوماسي للوكالة أُردف بدعم مالي، فالدول المتبرعة التقليدية وفت بحصتها وزادت عليها، ولأول مرة قدمت الدول العربية تبرعات غير مسبوقة بقيمة 200 مليون دولار وهي موزعة على قطروالسعودية والإمارات والكويت بخمسين مليون دولار لكل منها. تجاوز الأزمة
رغم ذلك، قال مشعشع "ما زال أمامنا عجز بمقدار 21 مليون دولار حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل، كما أن بعض التعهدات التي وُعدت بها الأونروا لم تصل إلى البنوك بعد، وهذا يسبب أزمة في السيولة النقدية". ويعتقد المسؤول في الوكالة أن التحدي الأكبر سيبدأ مع 2019 بدون 360 مليون دولار، وهي قيمة الدعم الأميركي المتوقف. وتسعى الوكالة إلى إعادة الكرّة بالتوجه للدول المتبرعة لتكرر ما تبرعت به عام 2018 والدخول في اتفاقيات متعددة السنوات معها من أجل ثبات التدفق المالي للأونروا. وقال مشعشع "سنكون بحاجة لأموال كبيرة جدا لتمويل ميزانيتي الطوارئ في غزة خاصة، ومع مرحلة إعادة البناء في سوريا سنحتاج لتمويل كبير جدا"."> وتقدّر الوكالة ميزانية الطوارئ التي عملت بها العام الجاري في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بسوريا بنحو 395 مليون دولار وما يعادلها في قطاع غزة. وأدت الأزمة المالية التي واجهتها الأونروا بسبب الحصار الأميركي إلى تقليص خدماتها الأساسية في مخيمات اللاجئين بمناطق عملياتها داخل وخارج فلسطين، إلى جانب تسريح مئات العاملين فيها أو تحويلهم على بنود العمل المؤقت. وربط مشعشع بين تحسين الخدمات في مخيمات اللاجئين ومستقبل الوضع المالي للوكالة خلال عام 2019، وقال إن الأولوية ستوجه للخدمات المباشرة، ومنها إبقاء دوام 711 مدرسة يدرس بها نصف مليون طالب وطالبة، واستمرار الخدمات الصحية والإغاثية والإقراضية، ودفع رواتب موظفيها. وأضاف "إن لم يتحسن الوضع المالي فيما يتعلق بتحصيل أموال لإدارة البرامج الطارئة، فإن الخدمات ستتأثر بالطبع، بينما تحسن الوضع سيؤدي إلى إعادة تحسين هذه الخدمات بلا شك". واستغنت الوكالة عن أكثر من 100 موظف لديها في سوريا كانوا يعملوا في نظام توزيع المساعدات الغذائية الذي استبدلت منه مساعدات نقدية. وفي قطاع غزة كان لدى الوكالة ألف موظف يعملون بنظام الطوارئ تم استيعاب 280 منهم في وظائف ثابتة و540 في وظائف جزئية، ولم تجدد عقود 68 منهم. وبدأت الوكالة منذ شهور بوقف خدماتها تدريجيا في التجمعات البدوية بضواحي القدس والضفة الغربية ومنها "الخان الأحمر" المهدد بالهدم الإسرائيلي. لكن الناطق باسم الأونروا قال إن سكان التجمعات المسجلين كلاجئين ستحول خدماتهم الطارئة كالعيادات المتنقلة إلى نظام الخدمات العادية. موقع فحص كبونات الوكالة

ليست هناك تعليقات