العالم ينتصر لفلسطين
بقلم / أحمد يونس شاهين
من منطلق أن القضية الفلسطينية قضية وطنية عادلة ولها استحقاقاتها ومتطلباتها انطلق الشعب الفلسطيني صاحب هذه القضية بثورته النضالية منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي لأرضه رافضاً لهذا العدوان وطامحاً لطرده وتحرير أرضه وتقرير مصيره، وهذا ما تؤمن به وتعمل عليه جميع حركات التحرر والأحزاب الفلسطينية بمختلف مسمياتها، فالمقاومة حق مشروع كفلته القوانين والمواثيق الدولية وشرعته الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرار واضح وصريح "يحمل رقم 3214 لعام 1974 حول تعريف العدوان حق الشعوب في النضال بجميع الأشكال بما فيها الكفاح المسلح من أجل نيل الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير، وبالتالي أجازت حق جميع الشعوب في العالم في المقاومة المسلحة للاحتلال في سبيل تحررها من الاحتلال، وذهب إلى أن أي محاولة لقمع الكفاح المسلح ضد السيطرة الاستعمارية والأجنبية والأنظمة العنصرية هي مخالفة لميثاق الأمم المتحدة ولإعلان مبادئ القانون الدولي الخاصة بالعلاقات الدولية والتعاون بين الدول ، وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان"
ومن هنا لا مجال للشك بأن ما أرادته أمريكا من محاولتها استصدار قرار من الأمم المتحدة بإدانة حركة حماس واعتبارها حركة ارهابية لهو مخالف لما جاء بالقرار المذكور وهو التفاف على حق الشعب الفلسطيني بممارسة الكفاح المسلح والسلمي وتشريع للإرهاب الاسرائيلي الممارس ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.
ومنذ أن قدمت أمريكا مشروع القرار ومن منطلق أن المقاومة حق مكفول ومشروع دولياً وأن المساس بأي فصيل فلسطيني لهو مساس بكل الفلسطينيين وقضيتهم الوطنية اجتهدت القيادة الفلسطينية من خلال حراك دبلوماسي موسع ومكثف على كافة الأصعدة سواء من خلال سفاراتها او من خلال مندوب فلسطيني في الامم المتحدة الدكتور رياض منصور لإفشال هذا القرار الذي يدين حركة حماس والتي هي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وفصيل مقاوم للاحتلال واستطاعت الدبلوماسية الفلسطينية من حشد الدعم الدولي الكفيل لإجهاض القرار الامريكي، وأمام الهيمنة الامريكية والانحياز لصالح الظلم والجبروت الاسرائيلي تحطمت محاولاتها ودولة الاحتلال على صخرة الرفض الأممي لمشروع القرار بإدانة حركة حماس في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لينتصر العالم لصالح القضية الفلسطينية، فقد ظهر الحق وزهق الباطل وخابت اسرائيل وأمريكا وعليهما أن يدركا أنهما أصبحا في حالة من العزلة الدولية في الأمم المتحدة، ورغم أن هناك ما يقارب من 700 قرار دولي يدين اسرائيل ولم ينفذ منها أي قرار إلا أنه في حال لو تم تأييد مشروع القرار الامريكي لكان الأمر في غاية من السوء والتعقيد وألقى بأثره السلبي على مستقبل القضية الفلسطينية لأن المقاومة التي تمارسها حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية لهي ضد جيش الاحتلال وليس ضد المدنيين رغم أنهم محتلين ومغتصبين للأرض الفلسطينية، ولكن كان افشال القرار انتصار وانجاز للدبلوماسية الفلسطينية يضاف لمجمل الانجازات التي حققتها في مواجهة الاحتلال وحليفتها أمريكا وأظهر الفلسطينيين موحدين أمام العالم وعليه يجب أن ينتهز الجميع وخاصة حركة حماس هذه الفرصة لإنهاء الانقسام والانطلاق نحو تحقيق الوحدة الوطنية لتقوية الموقف الفلسطيني لاسيما أن المعركة مع الاحتلال وأمريكا ستشتد شراسة بعد افشال القرار الامريكي وانحياز المجتمع الدولي لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة كما شاهدناه بعد تأييد الأغلبية الساحقة في الجمعية العامة للقرار الذي تقدمت به مندوبة ايرلندا والذي ينص على تحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط من خلال انهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.
وفي الختام يتحتم على الكل الفلسطيني الاصطفاف خلف الشرعية الفلسطينية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لجميع مكونات الشعب الفلسطيني أمام المجتمع الدولي.
أمين سر الشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام
ليست هناك تعليقات