اهم المقالات

شّكَى، وبّكَى



شكي، وبَّكَى، وتباكي الكثير من الحكام العرب، والمسلمين علي نكبة ضياع فلسطين، واغتصابها عام 1948م، واشتكوا بعدها للجمعية العامة للأمُم المتحدة!؛ ولكن كيف ينام الذئبُ في عدوانهِ إنّ يكُنْ راعٍ عدو الغنم!؛ فالأمم المتحدة، ومن خلفها مجلس الأمن هو من أعطى الشرعية، والغطاء القانوني، والدولي المُزيف فاعترفوا بوجود دويلة الكيان الصهيوني الغاصب علي أرض فلسطين!؛ وبعد احتلال فلسطين رفع الزعُماء العرب شعارات متنوعة، مُنادين بتحريرها من الغاصبين؛ من البحر إلي النهر؛ فمنهم من نادي بالقومية العربية، ومنهم بالبعثية، أو الماركسية، الشيوعية، أو الإخوانية الخ...،
وقد مضي أكثر من سبعون عامًا، علي الاحتلال، ولم تتحرر فلسطين!؛ ووصل الواقع العربي الحالي الرديء للعرب، والمسُلمين إلي الترهل، والضعف، وفقدان حتي التقوي، وهو السلاح الأمضى، والأقوى، وضَُعفْ، وضاع الإيمان، فّفَّقُدُوا نعمة الأمنُ والأمان في الأوطان، ورحلت عنهُم، ومن مجالسهم الكثير من الفضيلة، والأخلاق، وحَّلْت بدلاً عنها الفحشاء، والرذيلة حتي أوحلتْهُم في اّلوَحِلْ!؛؛ وجلت لهم الدنيا بزخارفها، وزينتها حتي أوجلت قلوبهم، وأينعت لهم حتي نَّعتْ، وهُم في غفلةٍ مُعرضون!؛ ونري كثير من بني البشر في زماننا الحالي يمرون بحالات عكسية توازن، ثُم اختلال، واختلاف، وتحول، وتحُور، كموج البحر الهادر؛ وتأتي علي الانسان العربي اليوم فترات مدٍ، وجزر، وارتفاعٍ، وعلوٌ، وانحسار، وانخفاض، وتراجع، واحباط!؛ وبعضهم مثل شهرِ "شباط - فبراير"، ليس عليهم رِبّاطْ، مُتغيرٌ، وخُْبَاطُ، وقد تري في ذلكْ الشهر الفصول الأربعة في اليوم الواحد!؛ ومن أبناء الشعوب العربية اليوم تجدْ منهم المكلُومين والمظلومين ممن أضناهم، وأبكاهم الُّحزنَ، والهمُوم، توالت عليهم، كما يتوالى الليل، بعد النهار، وقد تمنى بعضهمُ الموتُ لضُرٍ أصابهِ، فلم يتحملوا قسوة والقهر في الحياة!؛ وقد وقف بعضهم عند قبر من رحلوا، شاكيًا لهم، وباكيًا مناجياً من سكنت أجسادهم ظُلمة الثري في القبور، ولكنهم تركوا خلفهم طيب الأثر؛؛ وتمضي بنا الأيام فّتمرُ، وتّغُر وتّضُر، خاصةً لناسٍ غَّيبَت اُلمسِّكِرات عقُوِلهم حتي الثمالة، وأضناهم كثرةِ السهر حتي ساعات السحر، وعاش في معصيةٍ وبطرٍ، وضجر، وبغيٍ وفساد، ولم يرتجع أو حتي يَّسَتَتِّر!؛؛ ونعيش في زمانِ تري فيه العجب العُجاب!؛ فصديق الأمس، قد يتحول لعدو اليوم، والعدو، قد يُحور صديقاً، وقلوبنا كأنه أصابها الرانُ، وغلتها الأقفالٌ!، وتري مبصرون من غير بصيرة، وتجد من فقدوا نعمة البصر، ولكنهم أصحاب بصيرة، قلوبهم عامرة بالخير والفهم، راضية بالقضاء، والقدر برغم قلة حيلتهم، وضعفهم، وما بهم؛ ولكنهم لم يبكوا ولم يشكوا، وكانت له بصمات عليمة وأدبية كبيرة، معنوياتهم، وهمهم عالية تعلو القمم إنهم لم يفقدوا الأمل، ولم يتركوا العمل؛ ولقد تكالب الغرب، والشرق علي الأمة العربية، والإسلامية اليوم؛ تسلب أموالنا، وخيرات البلاد، وتحاول تقسيم المقسوم، وتجزئة المجزوء في الوطن العربي، في شرق أوسط جديد ( وربيع دامي، ودموي)، والسبب الحكام والمحكومين، انحرفت بوصلتهم، وابتعدوا عن المنهج القويم السليم، وركنوا إلي الحياة الدنيا وأصبح كلٌ يقول يبحث عن ذاتهِ ونفسهُ؛ فتكالبت علينا الأم كالكلاب تأكل من قصعتنا!؛ ثُم غادرت الكلاب عندما شبعت، وحتما ستعود عندما تجوع؛ فعند المصالح تأتيك الكلاب مشتاقة للطعام، وتهز أذيالها تواقة، وعندما تشبع تُكشرُ عن أنيابها وتنبح، كالاحتلال يُهلك الحرث، والنسل، ويعربد في فلسطين، ويُّهّوِدْ المسجد الأقصى الشريف، ويرفض السلام، ويغتصب كل فلسطين ثم يشكي نتنياهو، وصدق المثل القائل فيهم: قتل يهودي واحد جريمة لا تغتفر، وقتل شعب فلسطين بأِكّمَلهِ مسألةٌ فيها نظر!؛ فمتي ترجع الأمة للفضيلة، والأخلاق، ولعمل الخيرات والصالحات، وأقاموا منهج الله في أرضه قولاً وعملاً وقتها سيتحقق لهم النصر علي العداء. الأديب الكاتب الصحفي والباحث، المفكر والمحلل السياسي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل عضو الاتحاد العام للمدربين، والكتاب، والصحفيين العرب

ليست هناك تعليقات