الأُم: ليس كمثلها شيء في كُلِ الدُنيا
لا أعلم أي كلمات في كل قواميس، ومعاجم اللغة في العالم ممكن أن توفي الأُم ولو جُزءاً يسيرًا من حقها؛ وبموتها يُظِّلمُ كل شيء؛ وكما يقول المثل الشعبي: " إلى بموت أُمهُ، وأبوهُ بموت إلي بِّحَبوُهْ!؛ وإن النظر للأمُ بعين الرحمة، والرضا يعتبر عبادة في برها؛ والأُم جنُةُ الله في أرضهِ، وهي النقاء، والصفاء، والوفاء، والحبّ السرمدي الصادق النابض خيرًا، واخلاصًا وعطاءًا، وتفاني، ورحمةً، وفداءً، وهي الحضن الحنون الدافئ؛ فليس للأُم بديل، وليس لها مثيل، في الدنيا؛ فهي نبضُ الحياة، وهي كالشمسٌ في رابعة النهار، والقمرٌ ليلة البدر، ونورٌ يتلألآ يبدد الظُلمات لّيِحل بدلاً عنهُ النور، والأُم كالسراج، والمصباح المنُير، والنعمة المسداة، المُهداة؛ وهي الإحساس المرهف، والعطاء الذي لا ينضب بغير مقابل، وقّلما تجد أنّ هذه الصفات تجتمع معاً في شخص واحد في هذه الدنيا إلا في الأم، فما أعظم الأم، وما أكبر قدرها؛ والأم هي أعظم مخلوق على سطح الأرض، فهي نبع الحنان، وبحر الحب، وأنهار العطاء، ومُحيطات الكرم، تُعطي بدون أن تنتظر أي مقابل، وهي الأمن، والأمان، برُها يدخل الجنة؛ فعن معاوية السلمي- رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ( يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك، وجه الله، والدار الآخرة، قال: ويحك، أحية أمك؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: ويحك الزم رجلها فثم الجنة)؛ لذا أعطى الله سبحانه وتعالى الأم مكانةً عظيمة وأمر بطاعتها والإحسان إليها وبرها، إذ قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)؛ وقال أيضاً سبحانه وتعالي: «ووصينا الإنسان بوالديه، حملته أمه، وهناً على وهن، وفصاله في عامين أن اشكر لي، ولوالديك، إلى المصير»، وفى الحديث الشريف أن رجلاً سأل الرسول «صلى الله عليه وسلم» قائلاً: «من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قل أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال أبوك..»، لقد أكد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على الأم ثلاث مرات والأب مرة واحدة، وذلك لما تعانيه الأم من مشقة وتعب منذ أن تكون حاملاً حتى آخر يوم في حياتها فهي تضحى من أجل أطفالها وتأثرهم على نفسها وتسعد لسعادتهم، إنها الجنة تمشي علي الأرض، رحم الله الأمهات اللواتي رحلن عنا إلي دار الخلود؛ وحفظ الله كل الأمهات، ويجب علينا أن نجلهن ونقدرهن، وأن يكون كل يوم عندنا عيدًا للأُم وهو عيدٌ ببرها والإحسان اليها؛ فُكلنا يحنُ إلا خُبز أُمهِ وقهوة، أمهِ، وحضن وحنان أمه، ولا ننسي أن الجنة عندها فلزموا أقدام أمهاتكم فثم الجنة.
الأديب الكاتب الصحفي، والباحث المفكر العربي
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
عضو مؤسس في اتحاد الأدباء والكتاب العرب
ليست هناك تعليقات