تاريخ وآثار الزاوية الأحمدية – الشيخ أحمد البدوي-
هنا تعود بك السنين لحضارة نشأت وترعرعت على هذه الأرض, تاريخ ما زالت ملامحه قائمة حتى هذا اليوم , ومعالم شاهدة على انتشار العلم والدين وكل ما من شأنه ان يعمل على نشر الخير والورع بين الناس .
تاريخ الزوايا في الاسلام
الزوايا الدينية هي احدى المنشآت التي انتشرت وازدهر بناؤها في العصر الاسلامية التي عرف فيها التصوف لتصبح مكان للخلوة والتأمل والتفرغ للعبادة, ولكن سرعان ما تحولت الى مدارس دينية لا تقتصر على العبادة وتلقين الأذكار بل تعدت ذلك لتصبح مكان يتم قصده لتعلم العلوم الشرعية والإسلامية المختلفة, فأقيمت حولها المدارس والأبنية, وأصبحت تُقصد للضيافة وإيواء المسافرين والغرباء.
الزاوايا في فلسطين
و في فلسطين تعد الزوايا إحدى المنشآت الدينية التي ازدهر بناؤها خلال العصر المملوكي , وهي عبارة عن مقر رجل من الأتقياء أو بيته، يجمع حوله جماعة من التلاميذ وفيها مصلى، تتسم بالبساطة والتقشف.
الزاوية الأحمدية
تقع الزاوية في حي الدرج بالبلدة القديمة في غزة, وتُنسب إلى الشيخ (أحمد البدوي), أحد أشهر علماء الصوفية الذين عاشوا في غزة.
ولد الشيخ البدوي وعاش في مدينة طنطا بمصر حتى بلغ الحادية والأربعين من عمره, انتقل إلى غزة حيث توفي ودفن فيها سنة (674هـ-1276م), وسُمي بالبدوي لأنه كان يغطي رأسه ووجهه دائماً، وقد شكل أتباعه في مصر وخارجها طائفة صوفية تُعرف بـ (الأحمدية) .
ويعتقد أن القبر الرخامي المبنى بالقرب من الحائط الجنوبي يعود للأميرة المملوكية (قوتلو خاتون)، التي يعتقد أنها قامت بتمويل بناء الزاوية الأحمدية، ويذكر النقش الموجود على القبر اسم الفقيدة وتاريخ وفاتها الموافق (شهر ربيع أول سنة 733هـ، كانون أول (ديسمبر) سنة 1332م) .
إضافة إلى اسم والدها وهو (باهادور الوكندار)، الذي كان أميراً على أربعين جندياً مملوكياً في دمشق.
البناء المعماري
تتكون الزاوية الأحمدية من قسمين رئيسيين قاعة الصلاة وجناح الاقامة , ويشكل قسم الصلاة الجزء الجنوبي للبناء, وهي قاعة مغطاة بقبة حجرية تستند على رقبة مضلعة مزودة بشابيبك للتهوية, اما جناح الاقامة فهو يتكون من صحن داخلي كبير مربع التخطيط يغطيه قبو متقاطع يتوسطه نافورة مثمنة كانت تأتيها المياه من الساقية القريبة من الزاوية.
اما الجزء الشمالي من الزاوية فيقع به غرفة كانت تستعمل كقاعة لإلقاء المحاضرات والقيام بالشعائر الصوفية والاعتزال. وتتميز الزاوية بغرفتها المضلعة ذات ستة عقود مُدببة، ويوجد بها محراب ضخم.
المصدر : صفحة غزة أيام زمان
ليست هناك تعليقات