الاعلام العبري : ابو مازن لقن ترامب درسا قاسياً في السياسة الشرق اوسطية
كتب بن كسبت في موقع المونيتور العبري: الورشة التي ستنطلق في البحرين الأسبوع القادم ستناقش الآثار الاقتصادية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المشكلة الوحيدة في الورشة لن يكون لا الفلسطينيين ولا الإسرائيليين، الفلسطينيون قاطعوها بغضب، والإسرائيليون بقوا خارج الورشة التي كان يفترض أن تكون حفلة الإعلان عن تفاصيل “صفقة القرن”.
تبرير الإدارة الأمريكية لعدم دعوة وفد إسرائيلي رسمي لورشة البحرين هو عدم الرغبة في تحويل الورشة لحدث سياسي، ويريدونها أن تبقى في السياق الاقتصادي، الخطوة الأمريكية دليل آخر على أن طاقم الرئيس الأمريكي حيد في المشاريع الاقتصادية، لكنه في السياسة الشرق أوسطية مبتدئ جداً.
جهات إسرائيلية رفيعة قالت لموقع المونيتور العبري، كان فيتو للرئيس أبو مازن على مشاركة “إسرائيل” على الرغم إنه نفسه غير مشارك، حيث استطاع أبو مازن أن يسخر لنفسه عدد من الدول العربية المركزية المشاركة في الورشة، هذه الدول أبلغت الإدارة الأمريكية أن مشاركة وفد إسرائيلي سيمنعها من المشاركة، أو أنها ستقلل مستوى تمثليها في الورشة.
الولايات المتحدة تأمل لعدد من خانتين من وزراء المالية العرب في الورشة، ولا تريد أن تنتهي الورشة بحضور عدد من الموظفين الصغار، ولا تريد أن تشعر بالإهانة، وكان على كوشنر وجرنبلت اتخاذ القرار، فقرروا إبقاء “إسرائيل” خارج المنامة على أمل الحصول على تمثيل عربي محترم وكبير في الورشة.
“إسرائيل” كانت شريك مركزي في ورشة البحرين، ومشاركة كهذه كانت ستشكل فرصة لا تقدر بثمن لنتنياهو قبيل الانتخابات الإسرائيلية القادمة في سبتمبر، وجهت الدعوات للدول في الشرق الأوسط باستثناء”إسرائيل”، لاحقاً دار الحديث عن تخفيض مستوى التمثيل الإسرائيلي في الورشة، وزير الخارجية الإسرائيلي قال أن “إسرائيل” ستشارك بتمثيل متدني، بعد يومين أعلن عن عدم المشاركة الإسرائيلية.
البديل عن الوفد الإسرائيلي، رجال أعمال إسرائيليين، كما تم دعوة يوآف مردخاي منسق الحكومة الإسرائيلية السابق في المناطق، مردخاي تربطه علاقة وثيقة مع النخب الاقتصادية والسياسية في دول الخليج، وعدد من الدول العربية، وكان لوقت قريب جزء من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وعلى علاقة وثيقة مع المستوى السياسي الإسرائيلي.
مدعو إسرائيلي آخر لورشة البحرين هو العميد احتياط إسحاق كريس، وهو المدير العام لمستشفى شيبا الإسرائيلي، والضابط الطبي الرسمي السابق في الجيش الإسرائيلي، ودعي أيضاً رجل الأعمال الإسرائيلي شلومي فوجل من أصحاب أحواض بناء السفن في “إسرائيل”، وهو شخصية مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية.
مصدر إسرائيلي رفيع قال عن التمثيل الإسرائيلي في ورشة البحرين، يدور الحديث عن رقم من خانتين من رجل أعمال إسرائيليين ذات تمثيل متدني، ليسوا جزء من الحكومة الإسرائيلية لكنهم مرتبطون بها.
وعن المواقف العربية من “إسرائيل” قال رجل أعمال إسرائيلي سيشارك بالورشة:” قادة العالم العربي يعيشون حياة مزدوجة. سيقولون لك شيئًا في الغرفة المغلقة، لكنهم سيفعلون شيئًا آخر خارجها “، وحتى الإدارة الأمريكية فهمت أن هناك جدران لا يمكن للعرب تجاوزها في العلاقة مع “إسرائيل”، وتابع رجل الأعمال الإسرائيلي حديثه عن العلاقة العربية الإسرائيلية بالقول:
” طالما لم يتم إحراز أي تقدم على المحور الإسرائيلي الفلسطيني فلن يتمكنوا من تجاهل ضغط الرأي العام العربي والتعامل مع إسرائيل بشكل علني في حدث رسمي كما لو أن كل شيء على ما يرام “.
وزير إسرائيلي عضو في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قال أن ورشة البحرين تشكل نجاح وفشل أمريكي في آنٍ واحد، النجاح وجود عدد كبير من ممثلي الدول العربية في الورشة على الرغم من رفض وغضب أبو مازن، أما الفشل الأمريكي تمثل في عدم قدرة الولايات المتحدة إدخال “إسرائيل” من الباب الرسمي للورشة، واكتفت بممثلين غير رسميين.
وحول موقف السلطة الفلسطينية كتب الموقع العبري،على الرغم من أن السلطة الفلسطينية في حالة إفلاس، وأبو مازن في نهاية عهده، وحكمه في أسوأ أوقاته، أثبت قدرته على تحدي “إسرائيل” في المؤتمر، وأن الزعيم الفلسطيني المخضرم يتمتع بمكانة أكثر استقرارًا في المنطقة ويملك حق النقض (الفيتو) حتى ضد قوة مثل الولايات المتحدة.
وعن الاستراتيجية الأمريكية تجاه السلطة الفلسطينية كتب الموقع العبري، الإدارة الأمريكية تهدف لإضعاف السلطة الفلسطينية للحد الأقصى الممكن، وإيصال رئيس السلطة الفلسطينية لحالة من الإفلاس، ولطريق مغلق، ومن ثم الطرح أمامه رزمة من الحلوى على شكل ورشة البحرين.
هذه الاستراتيجية الأمريكية فشلت حتى الآن فشلاً ذريعاً، لكن الأمريكيون لم يتنازلوا حتى الآن، جيسون جرنبلت المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط رفض مقولة فشل الجهود الأمريكية في التوصل لحل في الشرق الأوسط، وقال إن وصلنا لهذه النقطة، سنعلن ذلك.
وختم الصحفي الإسرائيلي بن كسبت تحليله لورشة البحرين بالقول:” ربما لم يصل الأمريكان إلى نقطة الفشل بعد ، لكنهم بالتأكيد هم في طريقهم إلى هناك”..
ليست هناك تعليقات