تقليص مساعدات الأونروا.. صفعة يدفع ثمنها الفقراء
يبدو أن القدر يلاحق اللاجئين الفلسطينيين من التهجير والشتات الى الحصول على كوبونات غذائية لا تكاد تكفي عوائل ممتدة تعيش تحت الصفر وينهشها الفقر والحرمان، حتى باغتهم قرار المساس بتلك السلة الغذائية التي يعولون عليها في توفير أقصى احتياجاتهم.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، أعلنت إلغاء الكوبونة الصفراء وهي سلة غذائية مضاعفة تصرف للعائلات التي تعاني من الفقر المدقع والأشد فقراً، موضحةً أنه سيتم البدء في تطبيق نظام السلة الغذائية الموحدة لجميع اللاجئين المستفيدين في قطاع غزة.
قرار الوكالة المفاجئ بتوحيد الكوبونة وحجب المساعدات الغذائية عن آلاف الفقراء، أثار حالة من الغضب والغليان في أوساط اللاجئين، فيما أغلق محتجون بوابات مقرات توزيع المساعدات، مطالبين بضرورة التراجع عن تطبيق هذا القرار الذي يمس بقوت الغلابة.
الفقراء أشد ضرراً
مهران خضر لاجئ فلسطيني يعتاش وأفراد أسرته على كوبونة الوكالة الصفراء" المضاعفة"، أوضح في حديث لـ"الرأي"، أن كوبونة الاونروا التي يحصل عليها بالكاد تكفيهم طوال ثلاثة شهور، متسائلا:"" فكيف الأمر في حال تم تقليص المساعدات الغذائية".
أم يوسف حمدان، هي الأخرى تعيل أسرة مكونة من تسعة أفراد، جميعهم شبان وفتيات، ولا تكفيهم كوبونة الوكالة التي يحصلون عليها، إلا أنها بمثابة توفير لكثير من الاحتياجات في ظل ارتفاع نسبة الفقر وقلة فرص العمل بغزة جراء الحصار المفروض.
ولا تخفي أم يوسف في حديثها لـ"الرأي"، قلقها بعد تقليل كميات الكوبونة الغذائية التي يعتاشون منها، وتقول باستياء:" هل أصبحت السلة الغذائية الحزينة التي نحصل عليها كل أشهر عالة وسبباً في أزمة الأونروا؟".
وتأتي التقليصات الجديدة، رغم تفاقم أزمة اللاجئين في غزة، الذين يمثلون ثلثي السكان البالغ عددهم مليوني مواطن، حيث تقدر نسب البطالة بأكثر من 50%، فيما نسب الفقر زادت عن 75%، جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل، والذي جعل 80% من أهالي قطاع غزة يعتمدون على المساعدات لتدير أمور حياتهم.
غضب واستياء
ورفضا لقرار توحيد الكوبونات الغذائية، شرعت اللجنة المشتركة للاجئين في قطاع غزّة، بإغلاق مجموعة من مراكز توزيع "كوبونات" وكالة الغوث وتعليق العمل بها داخل محافظات القطاع وذلك تزامناً مع بدء وكالة "أونروا" توزيع السلة الغذائيّة "الموحّدة" للدورة الأولى في عام 2021.
وأكَّدت اللجنة في بيانٍ لها، أنّ هذا التعليق يأتي كخطوةٍ أولى ورسالةٍ لإدارة "أونروا" من أجل التراجع عن هذا التقليص الجديد من قوت يوم فقراء اللاجئين.
وحذَّرت إدارة "أونروا" من الاستمرار بهذه السياسة، موضحة انها ستواصل إجراءاتها حتى تتراجع وكالة الغوث عن قرارها بتوحيد السلة الغذائيّة.
ورأت اللجنة أنّ قرار الوكالة يأتي في ظل سياسة التغوّل على حقوق اللاجئين ومحاربتهم في لقمة عيشهم، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والحصار على قطاع غزة، وانتشار وباء كورونا الذي زاد من حالة الفقر والعوز، ورغم كل هذا ما زالت إدارة "أونروا" تُحاول فرض سياسة الأمر الواقع.
وباشرت وكالة الغوث بتنفيذ نظام توزيع "الكوبونة الموحّدة"، الذي يحرم ما يزيد عن 770 ألف لاجئ فلسطيني من حقهم بالحصول على الحصة الغذائيّة.
وفي وقت سابق، أعلنت الأونروا معاناتها من أزمة مالية خانقة، دفعها لاتخاذ قرارات قلصت من خلالها الخدمات التي تقدم للاجئين من بينها المساعدات الغذائية.
وكان المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" بغزة عدنان أبو حسنة، أكد في تصريح صحفي أن الوكالة لن تتراجع عن قرار "الكوبونة الموحدة".
وأوضح أن عدد اللاجئين المستفيدين من "السلة الغذائية الموحدة" المنوي تنفيذها حسب النظام الجديد سيقترب من المليون ومائتي ألف لاجئ، وقد يزيد العدد عن ذلك.
ليست هناك تعليقات